تصببتُ عرباً
إلى روح صديقي لؤي حسين

تصببت عرباً أصبح هذا المثل له علاقة الود مع لؤي حسين وكرمه، من يراني يقول لي،
تصببت عرباً ربما لؤي هو العرب جميعاً بالنسبة لي على أقل تقدير في تلك اللحظة، ومع
احترامي الشديد لأصدقائي العرب الجميلين هنا والذين مازلنا نعيش سوياً! قصة تصببت
عرباً ربما يعرفها أغلب شباب صيدنايا في الأعوام التي تلت 1987.
لأن لؤي أعطاني كمية كبيرة من الشاي لم تكن في حسباني، وفيما بعد رأيت كرمه
وسخاءه في الثقافة والأدب والسياسة والفلسفة، ومعنى أن تكون سورياً. رجعت إلى
دانيال سعود وقلت له: تصببت عرباً. قال عربا؟ لأنني خجلت كثيراً منه!.
اليوم، تصببت عرباً وحزناً شديداً على فراق لؤي حسين، عندما تختلف مع لؤي كأنك
دخلت إلى بستان ما وتأكل فاكهة باردة وجميلة، عميقاً كان لؤي حسين سورياً من بابها
لمحرابها بكل ما تعني الكلمة من المعنى!. يتمنى لبلده السوري كل الخير. قل ما ترى
شخصاً مثله بين ظهرانية المعارضة السورية اليوم. رغم أن منصات التواصل الأجتماعي قد
تكلمت عنه بسوء ووزعت عنه فيديو يدل حقده على الجيش الحر، اليوم تأكد للقاصي قبل
الداني تصرفات هذه الأقزام على مساحة سوريا وخاصة في عفرين الجميلة. من هنا أعتقد
بأن حس لؤي حسين ومعرفته أكبر بكثير من أؤلئك الاقزام والذين مازالوا يدافعون عن قتلة
الشعب السوري، وهنا أضيف مثل عربي يقول” السلاح بيد الخرا يجرح” الذي يحمل السلاح
عليه أن يكون أخلاقياً، أوليس النظام هو الذي قام بتسليح الثورة؟ أوليس ما يسمى
بالجيش الحر أسسه نظام دكتاتوري؟ من يحكي اليوم عن الشريف حسين هرموش وكيف
اعتقل من تركيا وتم تسليمه لسوريا؟ أوليس من يدافع عن الجيش الحر هو مرتزق تماماً؟!
أنا سعيد بهجومهم على لؤي حسين، لؤي حسين كان يكتب عن سوريا وهو على فراش
الموت؟ من من السوريين فعل ما فعله لؤي؟.
لؤي حسين لم يهتم البتة بمن يتهجم عليه، كونه ديمقراطياً لأنه يؤسس للحالة
الديمقراطية، وتهجمهم هذا ينم عن الفوضى ليس إلا. كم سورية مفجوعة بأمثالك صديقي
الجميل.
لؤي حسين دار بكل سوريا كي يؤسس للمعارضة الجميلة! تهجموا عليه من المرتزقين
والتافهين، أما الشرفاء فعادتهم هي الصمت! هو الذي دعى إلى مؤتمر سمير اميس الأول
بعام 2011! الذي تهجموا على ذلك اللقاء هم الآن يعدون دولاراتهم بالملايين بينما هو مات
مهجراً قسرياً عن أرضه؟ عاش بين جدران سوريا وخريطتها دون أن يخرج منها أبداً، فمن
يهمل لؤي حسين فهو يهمل خريطة سوريا بكاملها.
لا أعتقد مثل لؤي حسين سيتكرر في المشهد السوري! أنحني احتراماً لك أيها الصديق
الجميل، وأنت لن ترحل لأنك باق في قلبي…
…..
الرجولة الحقة
ليست الرجولة أن تكون رجلاً على الأنثى كما أنها ليست نزهة أن تستمتع باعضاءك
السليمة من الأمراض الجنسية كسفلس والذي يعتبر من الأمراض المعيبة لدى الأمم
والقوميات1 ، وأنت تعترف بما لا شك فيه بأنك رجل جنسي خلقت لتكون ذكراً وتقود الأنثى
إلى حتف رجولتك. الرجولة جملة تتكرر لأجل اثبات ذكورتك كاختراق للأشياء، لتصبح حيواناً
أو وحشاً كاسراً في سبيل إن تحصل عليها، وأنت على استعداد أن تقتل إن لقيت إهانة
توجه إلى رجولتك ربما لم تطعك في جل أوقاتك، دون النظر إلى وضع الآخرين! فالرجولة
بهذا المعنى هي الغريزة العمياء ورغم ذلك لم تستطع أن تجعل أنثاك تحصل على الشهوة
الكاملة، فالرجل متى وصل إلى شهوته فهو يدير ظهره للأنثاه ويكتفي أن يمسد شواربه
كقط بري قد أكل فأراُ مصاباً بالكساح وكان يعيش بالكاد، الأنثى هي الوحيدة العاقلة التي
تفحص رجولتك أو هي ساحة لتثبيت ذاتك إن كنت رجلاً أو رجل بلباس أمراة (حسب تركيب
فيزيولوجي للكلمة) هي الوحيدة تعرف حجم المعاناة التي ألمت بها، هذا المعتوه لا يبالي
أن اصبحت انثاه تحمل له ضغينه، لا أحد يعرف متى سوف تنفجر به، على الرجل أن يعمل
على ابتعاد التثاؤب عن نظام جسده كي يقوم بوظيفته بطريقة صحيحة كون الانثى تسهر
ملياً عما فعل بها عندما دار لها ظهره، وقد تستمتع بإدارة ظهره لها كي تتخلص من رائحة
فمه بالمقابل أن تخسر شهوتها، ومن المؤكد ان الشهوة تأتي مقصوفة اللحظات من جانب
هذا المعتوه، الرجولة الجميلة مغفورة لها رائحة فمه النتن، ولكن السليم من الرجال هم
افاضل المجتمع ينظفون أنفسهم من الداخل وهو الأهم.
علينا أن نتذكر أن الكتّاب الكبار لا يلوون على الصغار كي لا يعترف بوجودهم أو ينتقص من
شكل ثقافتهم إن حاولوا النقاش من هم في الدرك السفلي من وجودهم، أو تكريساً لهذه
العملية رجولتهم لا تساعدهم في نقد من هم باتوا ايقونة وطنية لشعبهم. على حد علمي
قليلين من نقدوا الشاعر الفلسطيني محمود درويش رغم ضآلة نتاجه في بداية مشواره!
الكل باتوا شارحين لنصوصه دون النظر لكتاباته الأولية! في سبيل أن تكون رجولتهم بخير،
وأن من ينقد محمود الكل يتجهمون عليه من الكتًاب الكبار كي يحموا رجولتهم من آفة
خاطئة أن تصيبهم! لأنهم يعرفون أن نقدهم في محله ولكن هم لم يستطعوا ان يفضوا بكارة
النقد واللغة معاً أن يهجموه أو ينقدوه، أو على أقل التقدير يكتفوا بأن يزموا شفتهم ويمضوا
حين تنام رجولتهم بقليل من الأمان!.
أما أغلب السياسيين ليسوا رجالاً كونهم لا يمثلون أنفسهم بقدر ما يمثلون صوت الآخر في
أنفسهم، ورغم ذلك لم ولن يستطيعوا أن يفكروا بطريقة المرأة، بمعنى لو أصبحوا ساحة
لتقيم مآل اتصالهم مع الآخر فمن المؤكد أن ساحتهم تبقى وسخة دنسة تعلوها جبال من
القمامات كإطار لصورهم الشخصية لم تنظف أبداً رغم كل المساحيق التي ابتكرها العلم
والثقافة على مدار قرون وقرون، على أن العملية الجنسية انتهت وبقيت اعماله تشكل
ذكرى وجودها، كمثال العميل وسيده، فمن المؤكد أن العبيد فاقد الرجولة تجاه سيده، ولكن
كامل الرجولة مع زوجة سيده فقط عندما تأمره ان ترمم ما خرب سيده في نفسيتها، على
مبدأ مازوشي! ياله من أمر عظيم، فالعبد لا اعتقد يستمتع بهذه العملية كون الخوف نال
من رجولته، ينتظر خائفاً أو يترأى له منظر سيده وهو يدخل عليه ويشاهد كيف يعبث العبد
بمملكاته الشخصية وبأمر زوجته! فالسيد انى له أن يعرف أن المازوشي يستطيع أن يفعل
أي شيء طالما فوق رأسه امراً ما وإلا سوف يرسب في امتحانه! على مبدأ الأثنان يؤمرانه
السيد وزوجته! وسوف يقوم بما أوكل له دون أن يكون هناك تصالح أو اتحاد الجسد مع
النفس، لو وصل إلى تلك المرحلة فان صراخه يجعل سيده سوف يلوذ بالفرار، عبودية
السنوات تخرج من فمه وانفه دفعة واحدة! وهذا لا يمكن أن يحصل أبداً بالشكل الفردي.
فالرجولة لا يمكن أن تكون هذه أيضاً.
الوطنية الحقة والقوية عندما تضع الرجولة في مركزها حينها الأمور تستقيم تماماً فلا احد
يستطيع أن يشير إليك ببنانه، والجميل أيضاً عندما تضع الرجولة الوطنية في مركز وجودها
فمن المؤكد ان النقد سيكون سطحياً غير ذي أهمية تذكر، هنا نحن وضعنا الذكر في قلب
الاهتمام وهذا لا يعني أبداً انتقاص من دور المرأة المربية ولها الدور الأهم في تكوين الرجل
وتربيته ليكون المستقبل لها ولتربيتها، وكما أن المرأة الاقتصادية والسياسية والمبدعة هي
مركز اهتمام النصف الاخر وهي تتقاسم معه النصف، وعيونها نحو النصف الثاني، لا دور
للرجل بدون المرأة، فبغياب المرأة يصبح الرجل فارغاً من المعنى يتيماً يبحث عن لقمة
خبزه على قارعة الطرقات لأن المرأة تعني البيت والهدوء والطمأنينة وان تسكن بيتاً وتبدع
من أجل ارضائها وأني لأميل أن تكون المراة هي المجتمع بكامله وليس نصفه فقط. فمن
أجلها قامت الحروب، ومن أجلها خربت البيوت هنا الرجل لا قيمة له عندما تحضر المرأة.
يقيناً أن المرأة لا تقارن بالرجل وأنما تقران بالله فحسب.
الرجولة أن تسكت وأنت في عز شهوتك! وأن تضمر غير ما تظهر، وكذلك أنت تمثل نفسك
في أي مكان وترعى مصالح شعبك أينما يممت وجهك! وان لا تغض الطرف عن اعمال
الآخرين وقتها تستطيع ان تمتلك زوجة بقليل من الوقت!، الرجولة أن ترفض الظلم وأن
تسجن دون أن تتصل بزوجتك وتقول لها (مفتخراً-أيها الغبي أنها تعرف أنك غبي بينما أنت لا
تعرف، فهي تدفع لتوها ثمن اخطاءك دون أن تدري – بواسطتك التي سُمحت لها أن تتصل
بها وأنت جد فرح ولكن لا تعرف إن كانت زوجتك بلباسها العسكري الكامل2 وإن لم تكن
بحضن الاخر، او ربما هي سمحت لك بتلك المكالمة وأنت لا تدري!) وأن تسافر ليس بأمر
من أحد! وتكون صورة له كلما آثرت لتكون نفسك في حضن أنثاك، الحرية هي انك تستطيع
أن تقول لا، كلا، وهذا يعني أن تكون نفسك، قيمة الرفض هي الحرية بعينها، الرجولة هي
أن تتوازن بين شعورك ولاشعورك تحت سيطرة العقل الذي وصفه هيغل بكل ما واقعي هو
عقلي!.
1- – نقرأ في ويكيبيديا ما يلي(وحتى ذلك الوقت، كما لاحظ فراكاسترو، كان يسمى مرض
الزهري ب”المرض الفرنسي” في إيطاليا وألمانيا، و”المرض الإيطالي” في فرنسا. وبالإضافة
إلى ذلك، أطلق عليه الهولنديون “المرض الإسباني”، وأطلق عليه الروس “المرض
البولندي”، وأطلق عليه الأتراك “المرض المسيحي” أو “المرض الفرانكي” (الفرنسي)
وأطلق عليه التاهيتيون “المرض البريطاني “. وكنات هذه الأسماء “الوطنية” بسبب أن هذا
المرض غالبا ما كان ينتشر عن طريق الجنود والبحارة الأجانب خلال اتصالهم الجنسي غير
المحمي والمتكرر مع العاهرات المحليات).
2- -مصطلح عسكري يعني أن العسكري في حالة التأهب القصوى لتنفيذ أوامر الموكلة له
بدون أن يرف له جفن، لو رفض أي أمر فقتله بات عملاً وطنياً كونه يصبح خائناً. مع العلم
ان كل اهله باتوا مستهدفين لزعيم الأمة.