Uncategorizedأدب و شعر

ليس إلّاي معي…

قصيده للشاعره سناء هلال

ليس إلّاي معي….

في صخب الليل الصامت

في وضح شتاء مهزوم..

ليلةٌ تؤذّن بالغياب

يمسَسني حزنٌ شائخ

صديقٌ لا يبرحني

أدمنت طقوسه

يودعني أماسي الأرق

يلّفني بعباءته الباردة

المنسوجة بأوبار الخيبة

ألوذ بهواجسي من نرجسيّة الحرب

أفنّد انتصاراتها هزيمةً هزيمة

أُخمد أصوات البنادق والمآتم

أكمّ صراخ الأرامل و الجياع

……………………………..

ليلةٌ أخرى…

أَمُدُّ فيها بساط شجوني

أتأبّطُ وسائد الأرق

عبثاً ….

أستمطرُ ذاكرتي

أخاتل ثعالب الوحدة

وأمضي إلى الأزقّة العتيقة

إلى مواسم الحبّ والكروم

أغدقُ عليها ماءَ الخديعة

أهادنها شغفاً

ترفعني إلى سماء وردية

أسرح مع قطعانِ الغيومِ والرّعاة

أسرِفُ في تَوقي…

فتذروني ريحاً تهزُّ أغصان المجرّة

اتكاثفُ ضباباً يعتو بِفجرِ طفولتي

أصحو ……

ليس إلايّ معي…

………………………….

حين عانقتُ أناي على مرمى يقيني

ومرّ ذاك الغريب في خيالي

جفلت منه أسراب العنادل

ضمّدت خوفها بالرّحيل

تركت أعشاشها للصقيع والدمار

فهام الحبرعلى وجه القصيدة

وغاب اسمك عنّي !

………………………….

ضاق اللّيل بمراس شجوني

وراح يطردني …

يلقيني على تخوم الضوء

حطاماً يكسرني …

يرجمني برذاذ الأسئلة

فأسقط فوق ركامي

كما لو كنت امرأة من زجاج

كما لو أنّي مرآة الثواني

صرت كدائرة مكتظة بالغبار

بالزوايا و الظّلال

…………………

الصباح الراقد خلف شرفتي

يعود ليفجعني

يفتح صرعة العتمة

ويقلّني على صهوة اليقظة

فأمتطي صحوي

أهوي من أعلى أبراج يقيني

ألوك مرارتي ….

و يفتح نوافذ نزقي….

أتعاطى أنفاسي كما لو كنت غريقاً

أصافح ظلّي العائد للتو

يدعوني إلى كرنفالات النور

أرتشف معه قهوتي الحامضة

أستغيث بالعرّافة الحاذقة

تلقي بفنجاني في قعر ظنّي

تنزع عن أذني الطين … وتهمس!

تتخثّر أوردتي …

فينزّ بالحقيقة حلمي

………………………

امتشقت أناي و ناديتها

فأشاحت عنّي !!!

أتراني تعثّرت بأشباح ظلّي !؟؟

أم أنك تتخفّى في جسد الحروف!؟؟

تمجّ خمرتك من دمي

تصبُّ إوار الحزن على مواقد لهفتي

وظباء القلب تنهشها المسافة

فضاق بالأحمال صدري

وأسرجت بالغياب خطوي

هناك….سمعت أنين قلبي

هل كنت أنت ..

من فتح جرحي!؟؟

……………………..

يومها …

أطبقت نبضي على جفاف فمي

لجمت جياد قلبي

وتبعت تعاويذ القلق

أغمضت جفنيّ على حلمٍ غفى

دثّرته بسحابةٍ هاربة

وأفقت على ومضٍ يساورني الحياة

شرعت أفكّ قيد معصمي

…………….

عيناي تطاردان فلول العاصفة

ترشّان ماء الهجرعلى صقيع الاغتراب

وتعلّلان الفقد بحمّى الكبرياء

سأمشّط الحزن على قارعة الأمل

وأقترف الحياة على مرأى التراب

ستورق في القلب شتولٌ يانعة

قزحية الألوان تفترّ الضياء

فهذا الشّتاء لي … هذا المساء لي …

ليلتي اللّيلاء ولّتْ

سأعيد تدوير الفصول

 وأهزّ قبضة الحلم…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى